يحيى السنوار يُعد من الشخصيات المحورية في الحركة الفلسطينية المعاصرة، وذلك بسبب الدور القيادي الذي يلعبه على مستوى الداخل الفلسطيني، لا سيما في غزة. إليك بعض التفاصيل الإضافية حول مسيرته ودوره
نشأته وتكوينه
نشأ يحيى السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث تأثرت حياته بواقع الاحتلال والنزوح، مما شكّل توجهاته السياسية منذ شبابه. انضم في وقت مبكر لحركة الإخوان المسلمين، التي كانت بمثابة النواة الأولى لتأسيس حركة حماس في أواخر الثمانينيات
دوره الأمني
في بداياته داخل حماس، كان السنوار مسؤولًا عن “الجهاز الأمني” للحركة، الذي تخصص في محاربة المتعاونين مع إسرائيل، وهو ما جعله هدفًا للاحتلال الإسرائيلي. هذا الدور ساهم في تعزيز سمعته كقائد متشدد وصاحب رؤية أمنية صارمة داخل الحركة
فلسفته العسكرية
بعد الإفراج عنه، وخصوصًا بعد توليه قيادة المكتب السياسي في غزة، ركز السنوار على تقوية الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام. تحت قيادته، شهدت حماس تطورًا ملحوظًا في ترسانتها العسكرية، بما في ذلك تطوير الصواريخ، الأنفاق الدفاعية، وقدرات الحرب الإلكترونية. هذه التطورات جعلت الحركة أكثر قدرة على مواجهة إسرائيل عسكريًا، ورفعت من مكانة السنوار داخل حماس
مقاربته السياسية
على الرغم من مواقفه الصارمة، فقد أظهر السنوار قدرة على المناورة السياسية، لا سيما في محاولاته لإدارة العلاقة المعقدة مع الدول الإقليمية، مثل مصر وقطر، والدور الذي تلعبه هذه الدول في التوسط بين حماس وإسرائيل. كما أنه دعم محاولات تخفيف الحصار المفروض على غزة عبر هدنة طويلة الأمد غير رسمية مع إسرائيل، رغم استمراره في التأكيد على استراتيجية المقاومة
علاقته مع الفصائل الفلسطينية الأخرى
رغم قيادة السنوار لحماس بقبضة قوية، إلا أنه حافظ على علاقات متقلبة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي. سعى إلى تحقيق الوحدة الوطنية في أوقات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمواجهة الاحتلال، لكن العلاقة مع السلطة الفلسطينية (التي تسيطر عليها حركة فتح) غالبًا ما تشوبها التوترات بسبب التنافس على الشرعية والسيطرة
تحديات قيادته
تواجه قيادة السنوار العديد من التحديات، من أبرزها الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007. هذه الظروف تضغط على قيادة حماس لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، مع الحفاظ على استراتيجية المقاومة وعدم التخلي عن الأسلحة أو الاعتراف بإسرائيل
دوره بعد الحروب
بعد كل جولة من الصراع مع إسرائيل، وخاصة بعد الحروب الأخيرة على غزة، كان السنوار يُنظر إليه على أنه القائد الذي يقف وراء صمود حماس، مما عزز من مكانته. لكنه أيضًا واجه انتقادات محلية ودولية بسبب الدمار الذي لحق بالقطاع وارتفاع عدد الضحايا المدنيين
رؤيته المستقبلية
السنوار يُعتبر من القادة الذين يعتقدون أن المواجهة مع إسرائيل لن تنتهي في المدى القريب، وأن حل القضية الفلسطينية لن يتحقق إلا عبر القوة والمقاومة. ومع ذلك، فإنه يُظهر استعدادًا للتعاطي مع المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تحسين الأوضاع في غزة، شرط ألا تؤثر على مبادئ الحركة الأساسية المتعلقة بمقاومة الاحتلال
السنوار يظل شخصية جدلية، يُنظر إليه من قبل أنصاره كقائد ملتزم بالمقاومة والقضية الفلسطينية، بينما يراه خصومه كقائد متشدد يساهم في استمرار الصراع